عرض المقال
مطلوب وطن للتسقيع
2013-09-19 الخميس
الإخوان الوطنيون جداً والمصريون «بالقوى» يطالبون الناس بسحب إيداعاتهم من البنوك حتى ينهار الاقتصاد المصرى وبالتالى ينهار الوطن!، ألم أخبركم وأقل لكم إن هؤلاء الناس لو عصرتهم سيخرون وطنية من فرط الانتماء!، وعندما تسألهم أين أضع فلوسى يقولون لك بمنتهى الثقة اشتر بها أرضاً وسقعها، الوطن وأرض الوطن عند الإخوان ليست انتماء وجذوراً، وليست تاريخاً وذكرى، وليست ماضياً أو مستقبلاً، وليست لكى تروى بدماء الشهداء أو تخضر وتزهر وتثمر بعرق الأبناء، إنها عند الإخوان أرض للتسقيع والسمسرة والمضاربة والبيع بعشرة أضعاف الثمن بعد تحويلها لأرض مبانٍ وقتل الخضرة لكى تزحف الخرسانة، هم أمهر البشر فى العقارات والسمسرة وتجارة الأراضى، لم أشاهد مليارديراً إخوانياً ينشئ ويبنى لنا مصنعاً وطنياً ينتظر مكسبه ويصبر ويجنى أرباحه بعد سنوات ويقاوم بطالة الشباب بتعيينهم فى مصنعه، بل شاهدت إخوانياً يتاجر فى الأراضى أو العقارات أو يفتتح سوبر ماركت بقالة أو يتاجر فى العملة.. إلخ، كلها مشاريع فرد -ولا أسميه «مواطن»- مستعد للفكاك والزوغان والهروب والقفز من المركب فى أول لحظة وعند أول منعطف، كلها مشاريع ربح سريع أو بالأصح نهب سريع وتهليب بالفمتو ثانية!، نفس فساد الحزب الوطنى، ولكن بذقن وسواك، نفس سمسرة آل مبارك وأتباعه، ولكن تحت شعار الإسلام هو الحل، نفس توحش الرأسماليين الجدد، ولكن بدعم جلباب قصير وتنظيم دولى طويل!، الإخوان معدومو الإحساس بالقانون والزمن لذلك فمهارتهم القصوى هى تسقيع الأراضى بالهروب من القانون والتلاعب به وبمد حبال الزمن والصبر حتى تتحول الأرض المسقعة إلى جيب دافئ بالمليارات وبدون أدنى جهد، وكما انتظر الفشلة مدمنو المؤامرات ثمانين عاماً لكى يصلوا للحكم فيها إيه وماذا يضر إذا انتظر عضوهم وكادرهم ومحبهم ثمانين عاماً فى ثلاجة التسقيع يحبس أرضاً ويقول جملته الشهيرة «يعنى هى الأرض بتاكل ولا بتشرب!»، دعوات مخربة لكل ما تعارف عليه أى وطن من بديهيات، لا يوجد مجتمع بوذى أو ماسونى أو ملحد يتواطؤ بعض بنى جلدته، حفنة من أبنائه، على الدعوة لسحب الفلوس من البنوك حتى تنهار البنوك والاقتصاد ويموت الوطن بإسفيكسيا التسول لكى تجلس هذه الحفنة أو تلك العصابة على تل الوطن المكون من أشلاء وأنقاض، يجلس وهو فخور منتفخ الأوداج بأنه أخيراً استطاع أن يؤدب الشعب ويحكم هذا الوطن المارق حتى لو كان قد تحول إلى جثة، ولكن خاب سعيكم أيها الخونة فمصر لن تتحول إلى جثة أبداً.